وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين محمد خليل الشاخوري عندما يتامل الانسان في اهدا…

وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين

محمد خليل الشاخوري

عندما يتامل الانسان في اهداف الوجود ويطلع على غايات الديانات السماوية والقيم الانسانية التي ارستها كقواعد للحياة وكان الاسلام خاتمها ومكملها على يد رسول الله صلى الله عليه وآله، يجد أن كل هذه الاديان أتت رحمة للإنسان وأن محمدا أتى رحمة للبشرية يخرجهم من سواد ما كانوا يعيشونه من احقاد وعداوات ورذائل.

فالله سبحانه وتعالى بعث خاتم الانبياء رحمة للعالمين وكانت تجليات هذه الرحمه وجوهرها إتمام مكارم الاخلاق، حيث قال صلى الله عليه وآله “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فهي درة التاج وبدونها لا يصل الانسان لغاية الدين وأهدافه الحقيقه، وبها تتجسد كل المعاني والقيم من العبادات والطاعات إذ أن “الدين المعامله”.

وهنا علينا أن ندرك معا أن الصلاة والصيام والحج والزكاة ومختلف الطاعات والعبادات إن لم تنعكس ايجابا على أخلاق الانسان وتصرفاته ومعاملاته مع الآخرين فإن فهمه للدين خاطئ، وإن مختلف ما يأتيه من عبادات وطاعات يكتنفها الخلل، فصلاتك وصيامك وحجك وزكاتك وخمسك إن لم يتبعه حسن الخلق والأمانه في التعاطي وحسن الظن بالآخرين ومختلف مكارم الاخلاق في بيتك وأسرتك ومجتمعك وقريتك وبلدك فلا معنى لكل ما تأتيه لأن الدين المعامله وهذه العبادات والطاعات ماهي الا لتربية النفس وتهذيبها لتنعكس ايجابا على الاخرين وعلى حياتهم.

والأمر يكون أكثر إلحاحا عندما تتطوع لعمل الخير خدمة للناس وطلبا لمرضاة الله، فمن غير المعقول ولا المقبول أن تتطوع خيرا وتقابل الناس بسوء الخلق او بتعامل فج او تأتي بأفعال عصبيه او أن تتكبر وتتجبر، فهذه الافعال تنافي أصل التطوع للخير وتجعل منه أمرا آخرا لا صلة له بالله عز وجل ولا بأصل وروح الدين ولا بخدمة الناس.

إذا كان سبحانه وتعالى قد أرسل محمدا رحمة للعالمين وهو سيد الخلق، فلماذا لا نقتدي به لنكون رحمة ليس للعالمين فهو أمر شاق ويفوق قدرتنا، بل نكون رحمة في بيوتنا وبين أهلنا وأصحابنا وأهل قريتنا وبلدنا، وبذلك نصل لجوهر الدين ونكون دعاة لله صامتين، فحسن الخلق يغني عن ألف دعوة وألف خطاب.