■

أجرى اللقاء: شوقي ملا أحمد  –  تصوير: عبدالله البصري – ساهم في الإعداد: حسن جعفر البصري
شكر وتقدير للشاعر جعفر علي كتاب لمساهتمه في إعداد الفقرات الشعرية

■ نذر نفسه في خدمة أهل البيت بلسانه وقلمه فكان كما أراد شاعر الكلمة الولائية المسئوله لا تأخذه في الله لومة لائم ، كلمته الصادقه تخترق القلوب قبل الأذان ووقفته على المنصه لها رمزيتها الخاصه ، شارك في جميع المناسبات المرتبطه بذكر أهل البيت عليهم السلام ..
إنه الشاعر الكبير الحاج علي أحمد مكي الذي حاورناه في لقاء شيق …وفيما يلي نص الحوار :

■ كيف تنظرون إلى الشعر عموماً؟ 
الشعر إلى قسمين ..شعر إلهامي وشعر مقتبس .
الشعر الإلهامي هو منحةٌ من الله تعالى عند بعض الشعراء الذين يقولون الشعر إرتجالاً متى شاءوا .
الشعر المقتبس وهو الذي يأتي من خلال المطالعه و تنمية الموهبه يوماً بعد يوم ، وقد يتفوق الشاعر المقتبس على الشاعر الملهم إذا حافظ على ملكته وطورها.

■ ما هو شعوركم عند إلقاء أول قصيده ؟
عندما وقفتُ على المنصه لأول مره تفحصتُ الوجوه فوجدتها شخصيات لها ثقلها الإجتماعي وعلى رأسهم سماحة المرجع الديني الشيخ محمد أمين زين الدين ، لقد كان الحضور قليلاً في عدده كبيراً في شخصياته.

■ علاقتكم مع الشعر كما هو واضح علاقة الروح بالجسد .. هل من توضيح أكثر؟
منذ صغري كنتُ إنساناً شاعرياً أتأثر بكل شيئ ذا قيمه إنسانية.
يقول أهل المعرفه ( أصحاب القلوب الرقيقه سريعة التأثر بالأدب ) عندما أشرع في تأليف قصيده أتعرضُ فيها لواقعة كربلاء تخنقني العبره و يخشع قلبي دون أختيار .

■ على ذكر العبرة.. أي من القصائد خنقتك فيها العبره أكثر من غيرها ؟
بعد وفاة زوجتي يرحمها الله تعالى …دعيت للمشاركه في عيد الغدير الأغر فحاولتُ الأعتذار على أعتبار الظروف الصعبة التي أمر بها بعد رحيل زوجتي ولكني فكرتُ في الموضوع فرأيتُ أن أهل بيت العصمة يستحقون مني أكثر من ذلك ، مشاركتي في عيد الغدير أو أي مناسبة من مناسبات أهل البيت أوجب من الأستسلام للحزن.

لقد كانت القصيده التي أتممتها في عيد الغدير مطلعها الأتي :
عبثت موازين النوى بحياتي………………….. وخلدتُ للأهات والأناتِ
ووجدتُ خير الناس بعد محمدٍ……. حامي الحمى المنجي من الكرباتِ

فكان أمير المؤمنين بلسماً وشفاء لي في تلك القصيده حيث لم أتمالك نفسي عند الإلقاء من أن أبكي .

■ كل متتبع لشعركم يجدكم في الشعر العمودي .. هل لكم غير التجربه العموديه ؟
لي في الشعر العزائي قصيده عاميه ألقاها الرادود علي مرهون (أبو أسامة) :

تنادي وتنتحب زهره الزكيه 
 رسول الله ياخير لبريه
بعد ما رحت عني يا ضيا العين
خذو حقي ولا راعو الوصيه

في غير المناسبات الدينيه قلت الغزل في قصائد مطولة ولكني لا أحب نشر هذا الشعر لأني نذرت نفسي وشعري لمدح ورثاء وحب أهل البيت عليهم السلام .
قلت قصائد رثاء كثيره في غير أهل البيت كرثائي للشهيد فاضل عباس والشاب ياسر عبدالله سلمان وفي مجموعه من قرية دار كليب غرقوا في البحر ، مع ذلك لم تخلو من ذكر أهل البيت .
أما عن الشعر الحر فلا أستصيغه إلا إذا أتقنه صاحبه كالشاعرالكبير نزار قباني .

■  قد يسئل البعض لماذا الشاعر علي مكي يركز على قصائد الولاء .. ما السر في ذلك ؟
في الإجابة على هذا السؤال أقول :
سُئل الخطيب الدكتور أحمد الوائلي .. لماذا لا تعتلي المنبر و تقرأ في مناسبة وفاة أحد الصحابه.. فرد على السائل قائلاً : أنا متخصص في الحسين عليه السلام ولا أمنعك من أن تصعد المنبر و تقرأ في وفاة من تحب .

■ قصيدة الشاعر علي مكي تبدأ بالمناسبه وتنتهي بالهموم الوطنيه عموماً .. ما السر ؟
القضايا الوطنيه العامة لم تكن من أبجديات قصيدتي في السابق ولكني اليوم أرى وجودها أصبح أمراً مهماً .. لذلك نجد الرسول الأعظم (ص) يحث الشاعر حسان بن ثابت لهجو المشركين والرد على تلك القصائد التي تنال من شخص الرسول الكريم .

■  البعض يطرح هذا الإشكال .. قصائد الشاعر علي مكي رغم جودتها إلا أنها مطوله .. 
من حق المستمع التعبير عن شعوره .. القصيده عادة عندما يتفاعل معها الشاعر حين تأليفها تتولد أفكارها وذلك خارج عن إرادته .
أحاول قدر الأمكان الأختصار مرعاةً للمستمع الكريم . أشكركم على هذه الملاحظة.

■ أي الشعراء الكبار الأكثر تأثيراً عليكم ؟
أخصُ بالذكر المرحوم الشاعر الولائي الكبير السيد جعفر الحلي , أعجبت كثيراً بالمعلقات السبع وعلى رأسها معلقة زهير التي جأت كموسوعه حكميه إلا أنني أعترضتُ على إحدى أبياتها و أعتبرته ناقص لجوانب الحكمه وذلك في قوله : ومن يفعل المعروف في غير أهله يكن فعله كلاً عليه فيندمِ .
الحكمه: أن يأتى بالشيئ المناسب في الغرض المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب .. حديث الإمام الحسن الزكي عليه السلام بمثابة الرد على زهير حينما قال : ( أصنع المعروف في أهله وفي غير أهله ،فإن لم يكن هو من أهله فكن من أهله) .

■ الأدب بشكل عام يكاد أن يكون مفقود إلا في المناسبات الدينيه وبعض الأمسيات ..بماذا تعلق ؟ 
هبوط المستوى الأدبي على صعيد الأمه العربيه يرجع لعدة أمور :
• تغيير نمط تدريس اللغه العربيه في المدارس .
• رحيل كبار الأدباء العرب .
وقد يكون السبب الأول من أهم المؤثرات فضعف مناهج اللغة العربية يؤدي إلى تجميد المواهب الأدبية عند الطالب وبالتالي قلة الإنتاج الأدبي .
العلاج يكمن في المثابره و العمل و التحصيل و المطالعه المستمره ، ولو لا وجود مراكز ومآ تم و طليعه من المثقفين تحتضن الأدب لقلنا على اللغة العربية السلام .

■ هل فكرتم في طباعة ديوان ؟ 
لا أفكر في ذلك ، حتى أولادي طلبوا مني ذلك ولكني لم أقدم إلى الأن لمثل هكذا خطوه .. قد تتسائل لماذا ؟ أقول لك كيف تريدني أن أطبع ديوان شعر في وقتٍ تجد فيه الكتب القيمه الثمينه تباع في سوق الحراج ولا يوجد من يشتريها.

لقد كانت جلسه أدبيه ممتعه معك يا أباحسين فدمت ذخراً و فخراً لقريتك كرزكان .. أسئل الله لك التوفيق والسداد ودمتم في خير وعافيه .

■  مقتطفات شعرية للشاعر علي مكي