الإثنين , أبريل 29 2024
أخبار عاجلة

القصات النشاز: إن الملاحظ أن شبابنا يتأثرون بعادات وتقاليد الغرب، ويحاولون محاكا…

القصات النشاز: إن الملاحظ أن شبابنا يتأثرون بعادات وتقاليد الغرب، ويحاولون محاكاتهم والتشبه بهم في كثير من الحالات. فبمجرد أن يروا أن ظاهرة انتشرت في الغرب ولو بين فئة معينة منهم نجد أن بعض الشباب يسارعون في محاكاتهم والعمل بتلك العادة والظاهرة.
.
والظاهر أن التأثر ببعض فئاتهم يكون هو الدافع لتقليدهم ومحاكاتهم، وهذا ما نجده عند المهتمين بالرياضة، حيث نراهم يحاولون تقليد البارزين من الرياضيين واللاعبين في حركاتهم وفي بعض ممارساتهم ككفية قص الشعر، واختيار لون اللباس الذي يلبسونه وشكله مثلا.
.
وعموما فالتأثر بالغرب يكون مدعاة لمحاكاتهم في بعض الممارسات الفردية والاجتماعية والسلوكية والأخلاقية، بسبب الانبهار بتقدمهم العلمي والتكنلوجي وغيره. ويا ليت هذا الانبهار بتقدمهم العلمي والتكنلوجي، يدفعنا للتفكير في كيفية الوصول إلى المراحل العلمية التي وصلوا إليها، ويبعث فينا حالة المنافسة والمسابقة لاكتشاف الأمور التي اكتشفوها ووصلوا إليها.
.
نعم أخذنا منهم عاداتهم وظواهرهم السيئة، وتخلفنا عنهم علميا وفكريا وحضاريا، واشتغلنا بالقشور، وصرنا نحسب أن كل من قلدهم في ممارساتهم وصل إلى مقامهم العلمي والحضاري.
.
ولا شك أننا نرى في انتشار قصات الشعر التي يحاكي فيها كثير من الشباب الغرب خروجا على الأعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية.
.
ولسنا نخاف من تقليدهم في القصات فقط، وإنما خوفنا مما يصاحب هذا التقليد من انحراف فكري وأخلاقي، فإن شبابنا ولا سيما الأحداث منهم، لا يكتفون بتقليد الغرب في قصات الشعر فقط بل يمتد ذلك إلى تقليدهم في ممارساتهم الأخلاقية والاجتماعية، لأن هذه المحاكاة والتقليد منشؤه التأثر الأعمى، فلم يكن عن جهل في كثير من الحالات، لذا نرى أن هؤلاء يرون في أنفسهم التقدم والتحضر، ويرون في الآخرين التأخر والتحجر، والتخلف.
.
والإسلام يؤكد على العادات والأعراف الاجتماعية، والتقاليد التي لا تتعارض وأحكام الإسلام ولا تكون مدعاة للانحراف السلوكي والأخلاقي، بل في كثير من القواعد والأصول الفقهية أو التي تبتني عليها الاستنباطات الفقهية للأحكام الشرعية سيرة العقلاء التي هي عبارة عن عاداتهم وتقاليدهم، وتبانيهم، إذا كانت متصلة بزمان المعصوم عليه السلام ولم يردع وينه عنها الشارع.


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم …

▪انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم محمد …

3 تعليقات

  1. وهنا قد يسأل سائل هل عمل قصات الشعر بالطريقة الغربية مثلا مخالفة للشارع؟ نقول: لا، ولكنها مخالفة للعرف الاجتماعي السائد، ونحن ننهى عنها لعدة أمور:
    .
    1- لما قد يتبعها وكما هو حاصل بالفعل من انحراف فكري وأخلاقي واجتماعي، وهذا شيء ملموس بالعيان والوجدان.
    2- إن في هذه القصات تشبها بأعداء الإسلام، وترويجا لعاداتهم وأفكارهم وأخلاقهم، وممارساتهم.
    3- إن في هذه المحاكاة امتهانا للكرامات، وتذويبا للشخصيات المحسوبة على الإسلام، ولا يرضى الإسلام أن ينتقص الإنسان المسلم من كرامة نفسه، أو يهين نفسه، أو يجعل نفسه موضع السخرية، ومحط النظرات الساخرة والمنتقصة.
    .
    لذا نرى الإسلام يحرم لباس الشهرة، وهو اللباس الخارج على العرف، والذي يرى فيه العرف نقصا للشخصية، والذي يجعل لابسه محط النظرات الساخرة والمنتقصة. يقول سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني عندما سئل: ما هو تعريفكم للباس الشهرة؟ أجاب سماحته: اللباس الذي يظهر لابسه بشكل قبيح، وفظيع وشنيع فيستوجب هتكه وإذلاله.
    وقد وردت روايات كثيرة في النهي عن لباس الشهرة. منها: (دخل عباد بن كثير البصري على أبي عبد الله (ع) وعليه لباس الشهرة، فقال يا عباد ما هذه الثياب؟ قال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟ قال:نعم. قال رسول الله (ص): من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة. قال عباد: من حدثك بهذا؟ قال: يا عباد تتهمني؟، حدثني والله آبائي عن رسول الله (ص)). .
    ومنها: ما روي عن أبي الحسن الأول أنه قال: (لم يكن شيء أبغض إليه من لبس الثوب المشهور، وكان يأمر بالثوب الجديد فيغمس في الماء فيلبسه). ومنها:ما روي عن أبي عبد الله (ع) قال: (كفى بالرجل خزيا أن يلبس ثوبا مشهرا ويركب دابة مشهرة).
    .
    اللهم إنا نعوذ بك من شهوات أنفسنا، ونستغفرك من سيئات ما ارتكبناه، اللهم استر علينا وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات بحرمة الصلاة على محمد وآل محمد.
    .
    .
    جانب من خطبة الجمعة الثانية
    لسماحة الشيخ عيسى عيد
    20 يناير 2017م

  2. بوركت شيخنا الفاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *