الجمعة , مايو 10 2024
أخبار عاجلة

( قال رب السجن أحب اليّ ) كانت قصة يوسف نموذجا من نماذج الصراع بين الحق و الباطل…

( قال رب السجن أحب اليّ ) كانت قصة يوسف نموذجا من نماذج الصراع بين الحق و الباطل بين السمو و الانحطاط بين الشهوة و العقل ، و كانت أحسن القصص في القران الكريم ، حيث امتازت بالعناصر المتكامله و العقدة و الحبكة و الشخوص الابطال فيها ( زليخه و يوسف ) و المخرج لفك العقده الذي انتصرت فيه القيم و تعززت فيه روح التسامي على الرذيله ، في هذه القصة حدثان مهمان و نتيجه ، ما كان من زليخه من طلبٍ فج و دعوة سمجه ( و راودته التي هو في بيتها عن نفسه ) لكنه استعصم و فرّ الى الله بدينه و كانت تلاحقه بجبروتها و تحفيزٌ من ابليس ، حتى جعلته بين خيارين لا ثالث لهما فاختار الذي احلاهما مرا ، و الا فان السجن لا يطلب لذاته و لكن اذا وقع الخيار بين السقوط و الانحدار و مسخ الانسانيه و دخول السجن يختار السجن لا لأنه يحبه و لكن أهون الضررين و الا فان السجن ابتلاء و محك امتحان لا يصمد فيه الا الاوحدي من الناس ، و يدخل يوسف السجن ليتمثل دورا جديدا و يكون نبيا مرسلا لهم لينتشلهم مما هم فيه و يحول السجن الى مدرسة هداية يفتح عقولهم و يشدّ قلوبهم على محبة الله ، و يتحول السجن الى ممر يعبّد به الطريق الى القمه و النواة التي يصنع بها المستقبل ، يخرج و الجهاز الحاكم يستقبله قبل الجماهير و تفرش له طريقا من الورد يوصله الى كرسي الملك ، هكذا كان يوسف يخرج من ظلمات السجن بعد ان فرّ الى ربه و توكل عليه و انقطع اليه ، الى فضاء الحرية المتجلله بالعبودية لله ، في مسيرة الانبياء و الاوصياء هناك سجن اخر لولي من الاولياء ، الذي يمثل نموذجا اخر من الصراع الأبدي بين الحق و الباطل ، بين شهوة الحكم و دعوة الحق ، و حيث ان الباطل يضيق فلا يتسع لخصومه فلا طريق للتخلص منهم الا بزجهم في السجون ، و هذا ما كان من أمر هارون و الامام الكاظم ( اللهم انك تعلم اني كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك و قد فعلت ، فلك الحمد ) ظنا منه أنه يقيد عقله و يسجن قلبه ، و يبعده عن أشياعه و أتباعه ليعيش الوحشه و اذا به يعيش الانس الخالص و لذة الوصال مع محبوبه ، توهم سجانوه أن القيود أضعفت قواه عن مجابهة دعوة ابليس فدفعوا بجارية تفعل المستحيل لتغريه و تغويه لم يفر الامام بل القى عليها ما يسترها و عادت اليهم امرأة صالحه ، فوجدوا في اتصاله مع الناس صناعة لهم من جديد ، حتى اودعوه سجن السندي ابن شاهك ( الطاموره ) و رموا به في قعره لا يُعرف فيه الليل من النهار ، و دسوا اليه السم ، ليعلن يوم خروجه من السجن حيث تحشّد اشياعه و محبيه على جسر بغداد ليستقبلوا جنازة تحملها اربعة حماميل و القيود تتدلى منها ( السلام على المعذب في قعر السجون و ظلم المطامير …


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

✲ ﻣأﭠم ﻛرزﻛٱن ﻟﻟرﺟٱل ،، ≣▕██ ذكرىٰ استشھاد الإمام ≣▕██ جعفر الـصـــــادق ’ع‘ …

✲ ﻣأﭠم ﻛرزﻛٱن ﻟﻟرﺟٱل ،، ≣▕██ ذكرىٰ استشھاد الإمام ≣▕██ جعفر الـصـــــادق ’ع‘ 🚩 موكب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *