الخميس , مايو 9 2024
أخبار عاجلة

لنتمرد على حلزونية الهواجس المتعبة ..

سيقولون لك لا تحرّك ساكناً ضد هؤلاء فهم مخلصون ، ولا تكشف مستوراً فربك أعلم بالنيات .. سيقولون لك إن المصلحة الاجتماعية تلزمك بالصمت ، وعدم اختراق الإطار .. سيقولون لك نحن أعلم بتكليفنا الشرعي فلا تتصيّد في الماء العكر ..
يا ترى .. هل بدأت الهواجس تمارس عنفها ضد الآخر ، وتتبنى سيكولوجية الإلغاء في حوارها معه ؟ أم أن العقل المؤسسي أصبح عاجزاً عن تقبّل فكرة النقد بلا مجاملات ؟ وما لها هي الظنون أصبحت تكيل بمكيالين فتصنّف هذا في خانة الضدية ، وتتهم هذا بتهمة التبعية ، وأعظم من ذلك أن يتهموك بالتحريض في الاتجاه المعاكس.

قالوا لي : أنت تزيد الطين بلّه ، فقلت لهم : حسبكم ما ترك الإنسان أهله. أنا جزء من صميمكم ومعاناتكم وآلامكم ، وآبى إلا أن أكون معكم دائماً ، لكن دعوني أتمرد على الضياع فقد سئمت من ذلك اللون الذي لا أرى فيه إنسانيتي المبدعة. أكون معك نعم ، لكن أن أكون نسخة منك فهذا هو التحدي الصعب. كيف آبى أن أعيش ذاتي في سياقها الثقافي المستقل ، ونحن أحرار في الخيارات ما دمنا ملتزمين بالمشتركات ؟ دعونا نمارس ثقافة التعددية بلا هواجس ، ونؤسس قاعدة من الاطمئنان المتبادل بين الأنا والآخر ، ونطرد الشكوك التي عمّقت الهوّة بين الجسد الواحد.

لنتمرد على حلزونية الهواجس المتعبة ، والمخاوف الكاذبة ، وجدران الموت النفسي ، وإطار الرعب الثقافي ، وسياج الصمت الجبان ، ومعتقل الفكر الصنمي داخل المؤسسة الواحدة ، وزنزانة الذات الرجعية ، وأيدلوجية القبض والمنع والرفض والحجز والحد والفصل والتمييز والتسقيط والوهم الكاذب. لنتمرد على القيود والقضبان والسلاسل والأغلال .. لنتمرد على آخر قلعة من قلاع التردد والتلكؤ ، والشعور بالإحباط والانهزام وللامفعولية والاتكالية وموسيقى المد الصاخب.

لنتمرد على التمرد والتشدّد والعصيان ، فقد ولد الإنسان لكي يتمرد على الخطيئة والذنب والإثم والعدوان.

” تمرّد كي تكون إنساناً يرفض التمرد ”

علي مرهون

عن حسين خلف

شاهد أيضا

في مشروع تطوعي جميل ..مستهلكات الفرد البالية تطعم الفقراء!

لم تتوانى الأيدي البيضاء العاملة في المجال التطوعي عن صنع المزيد .. و الارتقاء بالأفكار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *