ما أجمل العلاقة بيننا وبين الله ، علاقة مبنية على الحب والتعلق الافتقاري اليه ، …

ما أجمل العلاقة بيننا وبين الله ، علاقة مبنية على الحب والتعلق الافتقاري اليه ، علاقة العبودية المطلقه ، عبودية تستشعر من خلالها لذة الانصياع و الطاعه والتسليم المطلق ، علاقة وجوديه هي علاقة المعلول بعلته ، الفقر و الحاجة اليه غنى ، والتعلق و الضعف بين يديه قوة ، هذه العلاقة الجميله أجمل ما فيها هبة الله ( جوهرة العبوديه ) ، ولقد تمظهرت هذه الجوهرة بمظاهر متعدده ، منها الصوم ، حيث لتونا ودعنا شهر الصيام ، وقد تعلمنا فيه كيف نتوب الى الله و اتقنا كيف نناجيه ، و احسنا كيف نستمع الى كلامه ، وعشنا فرحة لذة الفوز باللقاء ، و عودة الروح الى حريتها بتنفسها العبودية الحقة لله ، و حتى نخضعها للامتحان لابد ان نجد مدى تسليمها وانصياعها المترتب على ذلك ، وكانت رحلة زيارة بيت الله أصدق مظهر من مظاهر العبوديه ، لا مجال للتفسير و التأويل فيها الا تفسير واحد و هو العبودية المطلقة لله ، من لحظة عزمك الدخول الى حرم الله فتبدأ رحلة العبودية الحقة المتمثله في الطاعة و الانصياع الى الله فانك لا تستطيع أن تعبر من أي طريق ترغب فتُعد عاصيا لصا متسلقا للحريم الالهي فتطرد منه ، مع انه لا سياج يمنعك سوا سياج العبوديه ، فيدخل العبد من حيث أمره الله لا من حيث أمره هواه ، فكانت المواقيت التي وقّتها النبي ( ص ) بوابات الدخول الى حرم الله ، فاذا امتثلت ذلك و أديت كل الاداب و المراسم فُتحت لك الدروب وتشرفت بدخول الحرام و صرت من اهل الصفوة عنده ، و اهل الكرامة والحبوة في ان تكون عبدا في ضيافة الله و زائرا حقا في حرم الله ، و هكذا تبدأ رحلة العشق والحب في ظل طاعة الله ( إن المحب لمن يحب مطيع )، و نحن هنا في حرم الله وفي فناء بيته لم ننسكم من الدعاء حيث كنتم حاضرين في وجودنا ووجداننا ، فهيا بنا نحافظ على هذه الجوهرة الثمينه التي حبانا الله اياها( جوهرة العبوديه ) ، رزقكم الله زيارة بيته الحرام …. 🌹🌹❤❤ #أقلام_كرزكانية
#همسات_من_نور