(مقال استثنائي)
*اليوم فقدت ابي*
سلمان الفردان
*ممكن ، اماه … قدميك ، الثمهما.*
آخر ما كتبته في قبسة من قبسات الوعي في شهر رمضان المبارك ٢٠٢١ و لم يرد إلى بالي فقدها، لكنها حكمته.
لم تتاح لي الفرصة لالثم قدميها ، حتى القبلة الأخيرة لم تتاح ، قاتل الله الكوفيد ، لكنه أمر الله فليس مقابله إلا التسليم و الرضا ، التسليم لأمره و الرضا بقدره.
*لا بد ان وصلك* ، خبر فقدي المؤلم لامي بعد مرورها بكروونا العصر و توقف قلبها و استمرار نبضه و رجوع روحها إلى بارئها في سلام. *نعم* نبض قلبها مستمرا بين حنايانا و سيستمر و مدرستها ، و أن كانت لا تقرأ و لا تكتب، دليل لنا.
لك ان تستغرب ما قلت و ما اقول. انتابني شعور عميق ليلة ان فقدت امي *” اني فقدت ابي “* ، شعور قد يحتاج إلى محاولة فهم ، حاولت و لا زلت احاول.
*ابي :* الاخ و الصديق و الكوتش، كان في حياته يغرقني بحبه و حكمته بكرم و دون تردد . علاقة كادت ان تجعل كل علاقة أخرى ثانوية ، فقد تملكني روحا و عقلا . و كوني الأكبر بين الاحبه إخوتي و اخواتي، تربعت على منصب اجتماعي يعرفه من تذوقه من القرب و الثقة و المشاركه، تلك علاقة ابوة متميزة استثنائية ، قد حجبت أو زادت ضبابية اهم علاقة في وجود الأبناء ، العلاقة مع الام.
*كان يوما* ، اي يوم،لا زلت في صدى وقع فقد ابي الاخ و الصديق و المعلم . هنا حدث تحول عميق و انكشف الستار عن أعمق علاقة إنسانية علاقتي بامي ، علاقة القلب بالقلب و الروح بالروح. و الأكثر من ذلك، وجدت ابي في امي و اكتشفت انها مدرسة في مدرسه ، بل مدرسة واحده و صارا ،امي و ابي، يعيشان معي من خلالها. فما أكبر دور الام و ما أسماه.
*أصبحت تتكلم* بلسان أبي المعلم و بحنان الام المتدفق و ايمان التقي المسلم أموره لله، فكانت مدرستنا. مدرسة الحب لكل الناس ، حبا بلا شروط و دون تمييز ، حتى اعتقد بعضنا حبها و كثرة أسئلتها و تساؤلاتها، تدخلا و فضولا. و بدت تتكشف قصصا و روايات حياة. الان فهمت لماذا تخرج في عتمة ما قبل الفجر لمهمات توصيل ما تجود به يدي ابي البيضاء ، و أكاد أتلذذ بما تطرب به سمعنا ليلة الجمعة:
*يا ليلة الجمعه يا ليلة الهده*
*يا ليلة خلقت فيها المساعده*
و تترحم على الوالد معلمها ، و كأنها تلقي درسا علينا عن أهمية صدقة ليلة الجمعه . كما الوالد الحبيب تفرح لنجاحاتنا و تبث روح الثقة فينا باعطائنا فوق ما نستحق ، و ليس غريبا *فهي اب في ام و ام في اب* ، فقد اختزنت كليهما.
*لا تلمني* ، و بعد أن ودعتها بغصة راجعا بيد صفراء ، توقف #يتبع 👇
المصدر
*لا تلمني* ، و بعد أن ودعتها بغصة راجعا بيد صفراء ، توقف بي الزمن و لست أبالغ ،و لا احتاج، و بقوة بدت مشاعري تحتضر و قلبي يعتصر ، و هاتف من ثنايا ” الان فقدت ابي” .. اااه من تلك اللحظه ، شكرا لله ان اعادني لوعيي.
تاريخيا فقدت ابي ٢٠٠٦ لكنها مثلته مع ما غمرتنا به كأم ، إلا أنه بعد رحيلها ليل ٣٠ مايو ” ٢٠٢١ فعلا :
*افتقدت امي ، فافتقدت ابي .*
*الفاتحة لهما …*
#مبدعو_كرزكان
#كرركانكم
#أخبار_كرزكانكم
#منوعات_كرزكانكم
#قريتنا
#أخبار_القرية
#قريتنا_الحبيبة
#قرية_كرزكان
#أخبار_قرية_كرزكان
#قرى_البحرين
#مملكة_البحرين
#البحرين
#بحريننا
#bahrain
#karzakan
#karzakancom
#karzakancom_ne
رحمهما الله.. مدرسة في مدرسة.. ونحن تلامذة .. مقال مؤثر