‏لا تسأل الدار عمن كان يسكنها ‏الباب يخبر أن القوم قد رحلوا ‏،، يا طارق البابِ ر…

‏لا تسأل الدار عمن كان يسكنها
‏الباب يخبر أن القوم قد رحلوا
‏،، يا طارق البابِ رفقاً حين تطرقهُ ،
فأنه لم يعد في الدارِ أصحابُ، تفرقوا في دروبِ الأرض وأنتثروا،
كأنه لم يكن أنسٌ وأحبابُ ،، عن عمر ينيف على الثمانين عاما، وبعد رحيل صاحبه قبل حوالي العشرين سنة،
حان وقت وداع هذا البيت الذي حوى أصوات صراخنا ولعبنا، وامتزجت جدرانه بأصوات الرجال وهمهمات النساء ودخان طبخهن. نشهد له ويشهد علينا، مرور أزمنة عجاف وأيام خوف وجوع إبان الحرب والمجاعات، وأوقات أنسٍ وسرور حين الاجتماعات والعزائم والأعراس.
حقيقة أن أطرافه الممتدة جنوباً وغرباً كانت بلا أبواب مجازاً..
يدخل أهل القرية والجيران في كل وقت ويحلو الاجتماع وتحلو المسامرة. بيت السيد إبراهيم، الانجاوي، القطان، السيب.. وغيرهم.. لم يكونوا جيرانا بل كانو أهلاً نعّدهم ونحبهم كذوينا تماماً. أتذكرون في مثل هذه الأيام من السنة وعند اعتدال الجو كان يجلس المرحوم جدي ومن معه من الرجال في ( ليوان) المجلس؟ أتذكرون السدرة الضخمة المتوسطة لفناء المجلس وكيف أعيت نساء البيت جراء كنس ورقها المتساقط حتى طالبن بقطعها وكان لهن ذلك إلا أنها عاودت النمو ؟
أتذكرون حظيرة الماشية (الزرب )وبابه الضيق الذي لا يكاد يكفي لمرور شخص الا من جنبه؟
والدار ( الغرفة) الشمالية التي حوت قدور الطبخ النحاسية الضخمة لولائم عاشوراء ومناسبات الزواج، وجدارها الخارجي الذي لطالما تزين بغراش ( النقوعة)؟ أنتم تحملون هذا البيت في أنفسكم، في خبايا عقولكم وبين دقات قلوبكم. ها أنتم وبعد رحيل صاحبه وبعد سنوات طوال لا تزالون تسمعون صدى صوته في داخل مسمعكم. هو ما زال بينكم وأنتم ما خلوتم منه، ينادونكم باسمه وتحملون خُلقه وتطربون حين تطرق أسماعكم كلمات المدح لحسن عشرته ممن كان يعرفه.
كذلك بيته.. وإن هدم وأزيل من وجه الأرض سيظل باقياً خالداً في أنفسكم ما حييتم .. لروح جدي الحاج مكي بن خلف الفاتحة والدعاء بالرحمة والمغفرة، ولأثره الطيب الذي نفخر به جليل الإمتنان والعرفان

فاطمة عبدالله خلف

#بيت_جدي #البيت_الكبير #البيت_العود
#كرزكان
#كرزكانكم
#أخبار_كرزكانكم
#منوعات_كرزكانكم
#قريتنا
#أخبار_القرية
#قريتنا_الحبيبة
#قرية_كرزكان
#أخبار_قرية_كرزكان
#قرى_البحرين
#مملكة_البحرين
#البحرين
#بحريننا
#bahrain
#karzakan
#karzakancom
#karzakancom_news